رواية شبح حياتي المقدمة الي الفصل ٢ للكاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز

رواية شبح حياتي المقدمة الي الفصل ٢
للكاتبة نورهان محسن 
المقدمة
قال إن الأمر مثل قفزة سريعة قفزة من حافة الهاوية إلى المجهول!!
قالت عيناك مثل تلك الهاوية وأخشى أن أسقط فيها.
قال لكنها بالفعل تسحبك إلى أعماقها.
قالت بطريقة ما أحب هذا الشعور وهذا العمق الدافئ داخل تلك العيون اللامعة كل شيء فيك معتدل كما لو كنت تعطي الجنة أو الچحيم!!
قال رغما عني أصبحت أخشي عليك وأفضل أن تظلى واقفة على حافة الهاوية.
_متسائلا عما يجب أن أفعله!
_هل يجب أن أجذبك معي أو أتركك تذهب بعيدا عني بسلام 
قالت أشعر كأنني نفحة من الغبار تطاير بفعل الريح نقلتها وخلطتها بالمطر حتى سقطت على ديارك.
قال كل ما يمكنني قوله لك هو أنني سأكون قدرك ولا أحد يستطيع الهروب من قدره!!
نبذة_عن_الشخصيات
نبذة عن الشخصيات
هو البدر في سماء حياتها المعتمة و هي الجسر الذي سيعبر من خلاله مرة أخرى إلى حياته أو هكذا اعتقد في البداية ولكن بمرور الوقت بينهما اكتشف أنها مثابة هدية الحياة التي جاءت من العدم لمساعدته بدون مقابل ف هل ستكون قادرة على فعل ذلك أم أن الأوان قد فات بالفعل وسيصبح مجرد شبح في حياتها
بدر إنه رجل قانون يتعامل مع كل الأشياء بمنطقية ولكن ماذا سيحدث عندما يقع في بؤرة لا يوجد فيها شيء إسمه المنطق
حياة أما هي لم تكن طفولتها أفضل طفولة على الإطلاق وعندما نضجت أصبحت شخصيتها حادة أكثر وأكثر تمردا على الآخرين خاصة بعد ما حدث لها من أقرب الناس إليها وحين قررت الابتعاد عن كل ما يزعج حياتها ويستغل طيبتها وېمزق كرامتها وعزة نفسها بدلا من أن يصونها وجدت نفسها تقف علي حافة هاوية مجهولة القرار.
الفصل_١
الفصل الأول
عزة النفس ليست شخصا ساخرا أو طبعا متعجرفا بل أنها إحترام للذات والابتعاد عن كل ما يقلل من قيمتك.
فتاة في ريعان الشباب إنتبهت من شرودها علي صوت سائق التاكسي الذي قال بصوت أبح يا انسة .. وصلنا يا انسة!!
نظرت من النافذة المجاورة لها ورأت أنها توقفت أمام مبنى يكاد يكون قديما بعض الشيء لكنه لم يفقد رونقه في حي هادئ وأنيق في محافظة القاهرة.
أومأت إليه بهدوء ثم فتحت حقيبة يدها و مدت يدها ببضع أوراق نقدية للسائق ليأخذها منها قائلا بصوت عال بينما يتفقد المال الذي يمسكه بين يديه محتاجين 30 جنيه كمان علي دول يا انسة
حدقت في هاتفها لترى كم مضى منذ أن خرجت من محطة القطار وركبت معه ثم تساءلت بإستنكار 30 جنيه ليه يا اسطا دا المشوار كله نص ساعة!!
واصلت حديثها بصوت حاد عندما شعرت أنه يعتقد أنها ساذجة ويمكن أن يستغلها لمجرد كونها بمفردها والمفروض كنت تقول من الاول ولا عشان شوفت المكان هنا نظيف شوية هتفكر اني من ولاد الذوات يعني
ظهرت ابتسامة وقحة على فمه الغليظ وكأن نبرة صوتها الشرسة قد راقت له وعيناه تلمعان ببريقا خبيثا تمكنت من أن تراه عندما أدار رقبته إلى الوراء ناظرا إليها وهو يمرر أصابعه الكبيرة على لحيته الغير المرتبة قائلا بسماجة خلاص خلاص .. احنا جدعان اوي ونحب نعمل الواجب .. خليها علينا المرة دي عشان خاطر حلاوتك يا ست البنات
جعدت حاجبيها وشعرت بالاشمئزاز منه وقررت تجاهل ما قاله حتى لا ټتشاجر معه فإذا أطلقت عنان لسانها يرد فسوف تقضي تلك الليلة في زنزانة السچن لقيامها بفتح رأس ذلك الوغد بحقيبتها ثم نزلت من السيارة قائلة پغضب مكتوم كتر خيرك .. نزلي الشنط دي اذا سمحت!!
ساعدها السائق في تنزيل الحقائب بينما كانت عيناه تتبعها واقفة صامتة تعبث في هاتفها ببرود وعندما أنهى تلك المهمة تركها و رحل في حال سبيله.
نفخت بخديها وهي تحمل حقائبها بضجر ثم توجهت نحو المبنى مباشرة وهي تتمتم في سرها البداية باين عليها مبشرة شكلها ربنا يستر
مشيت إلى الداخل بخطوات هادئة وهي ترتدي ذلك الحذاء الرياضي الذي تفضله على الآخرين لسهولة الحركة فيه ثم توقفت بعد أن رأت طفلة صغيرة تجلس على مقعد عريض بجوار الحائط فقالت بابتسامة صغيرة صباح الخير
ردت الطفلة بصوت خجول بعد أن رفعت عينيها للتحديق في تلك الشابة النحيفة ذات الشعر البرتقالي الداكن المنتفش المائل إلى اللون البنى وترتدي نظارة كبيرة تغطي عينيها بها صباح الخير!
تجولت عيناها بإهتمام في المكان بعد أن خلعت نظارتها ووضعت حقائبها على الأرض بجانبها ثم تساءلت بينما يدها إرتفعت تلقائيا و أصلحت وضع حقيبة يدها التي كانت تحملها على كتفها هو في حد كبير موجود اكلمه يا امورة!!
هزت الطفلة رأسها بالإيجاب وقالت بصوت منخفض بعد أن قامت من مكانها ثم توجهت إلى غرفة جانبية اخويا راح يشتري دخان لجدي وهو جوه لحظة هناديه
ارتفعت ابتسامة على وجهها وقالت بنبرة رقيقة بعد أن استندت على حقيبة السفر التي بجانبها ماشي
مرت عدة لحظات قبل أن يطل رجل في أوائل الستينيات من عمره ذو طول فارع و جسد عريض مما يشير إلى أنه لا يزال محتفظا بقوته لكنه بدا كهل قليلا بسبب شيب شعره وتجاعيد وجهه البشوش و يبدو أنه حارس المبنى قائلا باحترام بصوت أجش أمري يا بنتي اي خدمة!!
تنفست الصعداء براحة و شكرت الله سرا على وجود شخص مازالت تتذكره في هذا المبنى وتساءلت بابتسامة عريضة ايه دا يا عم حمزة!! انت مش فاكرني
ضيق العجوز عينيه على تلك الفتاة التي تكاد تكون ملامحها مألوفة له لكنه لم يستطع التذكر بسبب تقدمه في السن وقال بإستفهام لا مؤاخذة يا بنتي مش واخد بالي مين حضرتك!
سحبت نفسا عميقا في صدرها قبل أن تقول بنبرة هادئة تتناقض تماما مع الحدة التي تحدثت بها للسائق منذ قليل وكأنها شخص آخر انا حياة مجدي يا عم حمزة .. كنا ساكنين هنا في الدور الخامس من 12 سنة تقريبا
ظل ينظر لها في صمت مطول ثم إرتسمت ابتسامة واسعة على فم حمزة قائلا بصدق بعد انتعاش ذاكرته من خلال وميض الصور الذي مر علي مخيلته عن تلك الفتاة الصغيرة ذات الشعر البرتقالي الله اكبر .. مصير الحي يتلاقي .. لسه فاكرك طبعا وفاكر شقاوتك .. معلش حقك عليا يا ست حياة اصلك اتغيرتي اوي خصوصا شعرك
ثم أسترسل كلماته بعتاب واضح في نبرة صوته ليه كدا يا بنتي تغيري لونه هو كان فيه حد مميز في الشارع كله بلون شعرك الا انتي!!
أدارت عينيها بملل ثم أجابت بلا مبالاة مافيش حاجة بتفضل علي حالها ودي حكاية تطول شرحها يا عم حمزة
أومأ حمزة برأسه بفهم ثم قال لها باحترام وهو يمد يده لحمل حقائب السفر الخاصة بها ايوه عندك حق ما تأخذنيش مش وقتها الحكاوي دي .. هاتي عنك الشنط انا هطلعهالك عشان الاسانسير بايظ بقاله مدة
تبعته حياة ثم بدأوا في صعود الدرج الرخامي ثم هتفت بسؤال مازحة الله يكرمك يا راجل يا طيب .. حرام الشقا دا ماصلحتهوش ليه يعني هطلع خمس ادوار علي رجلي كل يوم!!
أجاب حمزة علي سؤالها

تم نسخ الرابط