رواية شبح حياتي المقدمة الي الفصل ٢ للكاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز

بصدق بينما مازال يصعد السلالم و هي تلاحق خطواته بأنفاس لاهثة اصل الاستاذ بدر غايب بقاله كام يوم .. وباقي السكان بيطلعو مصاريف التصليح بالعافية وانا كبرت حيلي مابقاش يستحمل المعافرة معهم .. قولت اسيب الامور علي حالها لحد لما يرجع بالسلامة
لم تكن تعرف سبب ضربات قلبها السريعة التي طرقت صدرها بشدة.
هل لأنها صعدت خمسة طوابق على قدميها أم بسبب ذكر اسمه الذي تمقته بشدة منذ طفولتها بسبب كراهية أختها الكبرى له
رغم أنها لا تتذكر ملامحه مطلقا لكنها شكرت ربها على تأجيل لقائها به فهي لا تريد أن تراه على الأقل الآن لأن ما تعانيه يكفيها.
قالت حياة وهي تتنفس بسرعة إذ أخرجت مفتاحا من حقيبة يدها بعد أن وقفت معه أمام باب الشقة ربنا يرجعه بالسلامة يا عم حمزة .. اتفضل المفتاح اهو يارب بس يفتح معاك زمان قفل الباب صدي
أخذ حمزة المفتاح منها بتردد وشعر بضيق بسيط ظهر في صوته عندما قال بصي يا ست حياة الحقيقة في حاجة عايز اقولهالك!
ارتابت حياة من نبرة صوته القلقة وكأنه يضمر عنها شيئا ثم قالت بتركيز مشوب بالفضول لترى ماذا سيقول لها ايه هي .. قول!!
تحدث الحارس ببعض التوتر وهو يخفض عينيه إلى يده وهو يعبث بالمفتاح بين أطراف أصابعه بينما عقله يعمل سريعا محاولا التفكير في طريقة لحل هذا المأزق انتي عارفة انكو غيبتو سنين كتير و البيت اكيد مش مناسب عشان تقعدي فيه
تردد صدى ضحكات حياة في المكان بارتياح ثم قالت بمرح وهي تربت بيدها على أعلي صدرها خضيتني يا عم حمزة .. انا عارفة ان البيت اكيد مليان تراب ومبهدل شوية بس انا عاملة حسابي جبت فارشة نظيفة انام عليها مؤقتا وحبه حبه هبقي اوضب البيت
ضحك حمزة بداخله سخرا منها ثم أعطاها مفتاح المنزل و قال محاولا إقناعها بعدم الدخول لا يا ست حياة انتي مافهمتنيش البيت متبهدل اوي
أضافت حياة بلا مبالاة أثناء ما كانت تضع المفتاح في باب المنزل حتي تفتحه ماتقلقش يا عم حمزة قولتلك خلاص...
تلاشى صوتها فجأة و فرت الحروف من لسانها هاربة بسبب الصدمة التي تلقتها بمجرد ضغطها على زر الضوء الصغير الموجود بجوار الباب من الداخل.
أردفت حياة بشك مضحك وكأن عقلها ېكذب ما تراه عيناها التي اتسعت أثر صډمتها القوية عم حمزة متأكد اننا في الدور الصح و لا انت دخلتني شقة غلط!!
أجابها حمزة مؤكدا بعد أن أطلق سعال منظفا حلقه وهو يشبك يديه خلف ظهره من التوتر لا يا بنتي .. هي الشقة حتي اسم ابوكي علي الباب زي ماهو
هزت حياة رأسها في حالة إنكار بينما لم يستطع عقلها استيعاب الفوضى العارمة الموجودة أمامها قائلة بعدم تصديق عندما قفزت تلك الفكرة إلى عقلها بس دي مش شقة يا عم حمزة دا مخزن .. ايه اللي جاب الحاجات دي كلها هنا و فين عفش البيت!!
رواية شبح حياتي للكاتبة نورهان محسن
موجودة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
حاول حمزة تهدئتها قائلا بتلعثم احم .. استهدي بالله كدا بس يا ست حياة .. وانا هفهمك
نظرت إليه حياة بعيون جاحظة كادت أن تخرج من محجرها وقد تمكن الڠضب منها تماما قائلة باتهام تفهمني ايه!! انت قالب شقة بابا مخزن للعمارة في غيابنا
أومأ حمزة برأسه و لوح بكلتا يديه في نفي سريع قائلا بإندفاع ابدا وحياة عيالي ماحصل .. مش انا اللي عملت كدا
حدقت به حياة بنظرة حادة وهي تسأله بإمتعاض اومال مين!!
ابتلع حمزة لعابه بصعوبة قبل أن ينطق بتردد استاذ بدر
رفعت حياة حاجبيها بتعجب واضحا في ملامحها وتمتمت پصدمة نعم!!
سارع حمزة في شرح الأمر لها قائلا بتبرير جعلها تستشيط ڠضبا أكثر من الأول الحكاية انه لما غير عفش بيت والده الله يرحمه وجاب عفش جديد عشان الست مراته اصرت علي كدا .. ماهانش عليه يفرط في حاجة اهله .. حطهم هنا بشكل مؤقت عشان يعني الشقة قصاد الشقة وانتو كدا كدا مش موجودين
هتفت حياة مستنكرة ما تسمعه واحمر خديها من الڠضب دي قلة ذوق منه هو عشان صاحب العمارة خلاص يتصرف علي راحته لدرجادي .. احنا لسه أصحاب الشقة .. وبعدين دا مافيش مكان اقف فيه حتي .. كل حاجة فوق بعضها .. ايه هبات علي السلم!!
هز حمزة رأسه رافضا ووصل عقله إلى فكرة عادلة قد تحل الأمر مؤقتا العفو يا بنتي ماتقوليش كدا .. انا عندي حل تمشي بيه الكام يوم الجايين لحد مايرجع بدر بيه
لمعت عيناها بأمل سرعان ما إختفي وقالت بإستفسار مشيرة إليه بإصبعها السبابة في تحذير وتصميم قويين ايه هو يا عم حمزة ! اوعي تقولي اروح اقعد في اوتيل انا مش هتحرك من هنا
أجابها حمزة بجدية وهو يضع يده في جيب ثيابه الغامقة ويخرج شيئا يلمع ويعطيه إلى حياة لا انا معايا مفتاح شقة استاذ بدر .. عشان مراتي بتطلع تنظفها كل كام يوم .. ممكن تقعدي فيها لحد مايرجع ساعتها هو يشيل حاجته من شقتك وتسيبيلو شقته
قطبت حياة حواجبها استنكارا لما قاله ثم صاحت احتجاجا وهناك ناقوس الخطړ يدق في عقلها يخبرها بعدم فعل ذلك ازاي عايزني اقعد في شقته لوحدي يا عم حمزة مايصحش!!
زفر حمزة بإرهاق من عنادها ثم تكلم مرة أخرى بلطف محاولا إقناعها بذلك لأنه لن يستطيع فعل شيئا أخر حيال هذا الأمر فالمسؤل الأول و الأخير هو صاحب البناية يا بنتي الشقة مقفولة بقالها اكتر من اسبوع وهو مش موجود والست مراته في بيتهم التاني
تنهدت حياة بأسي على حظها العاثر فلم يكن ينقصها إلا ذلك البدر حتى تتأكد من أنها لن ترتاح مهما هربت من المشاكل ثم هتفت بإستسلام وهي ترفع يديها وتفتح باطن كفيها للأعلي خلاص امري لله .. ما انا معنديش حل تاني..
وأردفت بعد أن رفعت إصبعها السبابة في وجهه لتحذيره مجددا بس لازم تكلمو او تبعتلو رسالة تعرفه اني هقعد في شقته مش عايزة ادخل في مشاكل و حوارات معاه
حياة مجدي عبدالغفور بطلة الرواية
.. 23 عام ..
.. تخرجت بدرجة الليسانس في الأدب الإنجليزي وتعمل معلمة أطفال في الإسكندرية ..
والدها ووالدتها مټوفيان وتعيش مع أختها التي تكبرها بسبع سنوات
صاحبة جاذبية طبيعية تلفت الانتباه إليها لديها وجه مستدير منبسط في منطقة الذقن والخدين حيث تكمن فيه ملامح البراءة والعفوية واللطف الذي يتناقض مع شخصيتها الڼارية حادة المزاج عندما تكون منفعلة لكنه يتناسب تماما مع لون شعرها المتموج الذي يتميز بلونه البرتقالي المائل للأحمر الڼاري مما يجعله مميزا ومختلفا ولكن بسبب تنمر الآخرين عليه منذ طفولتها كرهته كثيرا حيث كانت تسعي جاهدة لإخفائه خلف قبعة ترتديها دائما عند الخروج من المنزل حتي لا ينتعها الأطفال بالساحرة الشريرة كما يشع من عينيها الجميلتين لون عسل نقي و بريق لا يمكن تجاهله من السهل له أن يخترق القلوب كالسهم الڼاري وهي محاطة بأسوار من الرموش الكثيفة مع حواجبها
تم نسخ الرابط