رواية شبح حياتي المقدمة الي الفصل ٢ للكاتبة نورهان محسن

تهدئة جسدها المرتعش الذي تشنج من الارتباك مش مشكلة دا خدش بسيط ماتتخضيش يا حياة .. خلاص بكرا هدور علي علبة البرفان بتاعته واجيب وحدة جديدة وارجعها مكانها .. لا من شاف ولا من داري و ربنا يعوض عليا الفلوس اللي هكوعها فيه حار و ڼار في جتتك يا بدر الزفت
قامت من الأرض وخرجت من الغرفة لإحضار أداة التنظيف لإزالة قطع الزجاج من الأرض لكنها تسببت بطريق الخطأ في إصابة قدمها العاړية عندما داست على قطع الزجاج فرفعت ساقها من الألم ودمدمت بأنين غاضب وهي تمشي على أطراف أصابعها يووه هو في ايه بيحصل!! دا بيت متعفرت مش طبيعي باين عليه
تحركت بخطوات حذرة و بطيئة بسبب ألم كاحلها وهي في طريقها إلى المطبخ لكن قدميها توقفتا عن الحركة في حالة صدمة وشعر عقلها للحظة وكأنه توقف عن العمل عندما سمعت صوتا هادئا يتخلله بعض السخرية يقول بنبرة لوم متهكمة عيب لما نمد إيدنا علي حاجة مش بتاعتنا وكمان نكسرها!!
التفتت حياة إلى مصدر الصوت الذي صدر من جانب النافذة الكبيرة المغلقة خلف الستائر ولكن بسبب الإضاءة الخاڤتة لم تكن ترى بوضوح.
رفرفت عيناها بتوتر وكان السؤال الأول الذي خطړ ببالها هو هل أغلقت باب المنزل من الداخل بعد مغادرة مروة
ربما يكون صاحب المنزل قد عاد ودخل دون أن تشعر به لكن شيئا بداخلها استبعد هذا الاحتمال.
ملأ الخۏف ملامحها لم يكن هناك سوى استنتاج واحد قفز في ذهنها المرتبك أن من تحدث الآن ليس إلا لص لذلك بحثت بعينيها جيدا في المكان لكنه فارغ لا أحد على الإطلاق.
همست حياة بقشعريرة سرت علي طول جسدها وعيناها المذعورتين تجولت يمينا ويسارا مين .. مين اتكلم!!
انتظرت بضع ثوان لكن لم يكن هناك رد فأطلقت أنفاسها المحصورة في صدرها من شدة ذعرها و مسحت الدموع التي هطلت من الخۏف رغم إرادتها ثم غمغمت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ركضت سريعا نحو باب الشقة فوجدت انه مقفل كما تركته.
واصلت حديثها بضحكة ممزوجة بالدموع وهي تفرك فروة رأسها بعد أن مسحت خديها بظهر كفها كالأطفال انا لازم ابطل اتكلم بصوت عالي وانا لوحدي .. اكيد من كتر تفكيري واعصابي التعبانة دي كان بيتهيألي..
سخرت من نفسها وهي تبتعد عن الباب لا كمان كنت بتفرج علي فيلم ړعب .. عايزة يعني يحصلك ايه كاتك الارف في جبنك .. جبانة وتتفرجي علي ړعب يخربيت الادمان وسنينو
أنهت كلماتها مع حالها بعد أن تذكرت ما كانت تفعله منذ قليل وهرولت بخطوات سريعة أشبه بالركض نحو المطبخ ثم بعد فترة عادت إلى غرفة النوم لتنظيف الأرضية من الزجاج بسرعة قبل أن تتوجه مرة أخرى إلى المطبخ لإلقاء القمامة في سلة المهملات ونسيت ما حدث بعد أن تشتت انتباهها بشيء آخر.
وقفت حياة تدندن بألحان أغنية تحبها بصوتها العذب للغاية وهي تصنع لها شطيرة صغيرة حيث شعرت بالجوع بعد أن خاڤت منذ قليل و قد فر من عينيها النوم مرة أخرى ثم سكبت لها كوبا من عصير البرتقال الموجود في الثلاجة وتمتمت بضحكة ساخرة قال بيقولو ان الخۏف بيطفش الجوع .. اومال انا ليه لما بخاف شهيتي بتتفتح علي البحري!! دي حاجة عجيبة يا جدعان
قامت حياة بإطفاء أضواء المطبخ قبل مغادرتها ولكن فجأة دوي صړخة فزع من حلقها بمجرد أن رأت رجلا طويلا يقف أمامها منتصبا ينظر إليها بابتسامة جانبية.
تزامنت مع انتفاضة قوية من جسدها إلى الوراء حيث انزلق كأس العصير من يدها بسبب ذعرها و أحدث صوتا عاليا عند ارتطامه بالأرض.
أغمضت عينيها بشهقة حين تناثرت بعض قطرات العصير الصفراء في الهواء ثم استقرت على ملابسها ووجهها.
فتحت حياة عينيها وهمست في ړعب بينما جحظت عيناها فزعا عندما تأكدت من أن ما تراه أمامها حقيقي وليس مجرد وهم كما ظنت في البداية انت .. مين..!
يتبع