رواية شبح حياتي المقدمة الي الفصل ٢ للكاتبة نورهان محسن

المحتويات
ثم عادت للوراء قليلا حتى أتاحت مكانا للآخري للدخول قائلة بصوت ناعم اها .. اهلا و سهلا .. أتفضلي جوا ماينفعش نفضل واقفين كدا علي الباب
أعطتها مروة ابتسامة واسعة جعلت وجهها أجمل قائلة لها وهي تمشي بالداخل يزيد فضلك يا جميل
أردفت مروة بعد جلوسها على أحد الكراسي في الصالة انا عرفت من الحج حمزة انك جيتي انهاردة وقعدتي في شقة بدر فقولت اجي واسلم عليكي
أومأت حياة بفهم قائلة بنبرة هادئة فهي إعتادت أن تتوخى الحذر في أول معاملة لها مع أي شخص الله يسلمك .. ميرسي اوي يا مدام مروة
عبست مروة بلطف قائلة مازحة برحابة صدر مدام ايه ابت!! خلي البساط احمدي بينا كدا .. ومالك متخشبة ليه اقعدي يا يويا .. انا بحب اللي ياخد عليا بسرعة
شعرت حياة بالحرج لكنها ابتسمت وقالت بود عندما شعرت أن مروة حقا طيبة القلب معلش .. تشربي ايه
نفت مروة برأسها وقالت بسرعة بينما مدت يدها إلى حقيبتها وسحبت هاتفها ولا أي حاجة بصي انا مش هطول في القعدة المرة دي .. عشان جوزي جاي ياخدني بعد شوية انا قولت اجيلك ونتعرف و ناخد ارقام بعض .. عشان اذا احتجتي حاجة تكلميني!!
سجلت حياة رقم مروة على الهاتف وقالت بنبرة عفوية طفولية بحواجب مرفوعة من السعادة والحماس ربنا يخليكي .. الحمدلله انك ظهرتي .. انا كنت بكلم نفسي من كتر الزهق مش متعودة علي الهدوء دا خالص
استأنفت مروة حديثها بإبتسامة ولا تقلقي انا باجي هنا تقريبا كل يومين عشان اشوف ماما و احتياجاتها هي واخويا اكيد مش فاكراه هو كمان!!
هزت حياة رأسها قائلة بنفي الحقيقة لا انا يدوب فاكرة عم حمزة بالعافية
قالت مروة بفخر شارحة كلماتها التي يبدو أن لها معنى معينا وراءها اخويا يا ستي اسمه مازن و بيشتغل دكتور باطنة و معظم الوقت برا البيت عشان شغلو في عيادته ولسه مش متجوز
شعرت حياة بالحرج من نبرة صوتها كأنها تبعث لها رسالة مطنة ادركتها حياة مع نهاية كلامها بغمزة شقية في عينها فحاولت تغيير مسار الحديث متسائلة ها .. انتي عندك عيال
أغمضت مروة عينيها وقالت بحسرة مضحكة ظهرت في صوتها تزامنا مع وضع مرفقها على حافة الكرسي متكئة خدها على باطن كفها اه عندي واد بعيد عنك وعن السامعين معجون بمية عفاريت مطلع عين امي .. بالمناسبة ماما بعتالك السلام معايا هي صحتها بعافية شوية ماقدرتش تنزل تسلم عليكي
قالت حياة بإبتسامة ودودة الله يشفيها و يعافيها الف سلامة عليها
تساءلت مروة بمزاح يسلملي الحلو دا .. قوليلي اختك الواطية اخبارها ايه اكتر من سنتين ماسمعتش صوتها
انتبهت حواسها إلى الجملة الأخيرة لتسألها باهتمام انتو كنتو بتكلمو!
أومأت مروة بقوة وأجابت بثقة يوووه كتير وكنت لما اروح اسكندرية نتقابل بس مشاغل الحياة بقي والواد ابن العفاريت دا مش مخليني اشم نفسي زي الناس
ضحكت حياة بخفة وقالت بلطف ربنا يحميهولك .. نفس العينه دي سيبتها في اسكندرية ولاد اختي اشقياء جدا برده
دوي صوت قهقة مروة أيضا ثم تقوست شفتيها قائلة بأسي متصنع كل العيال كدا يا اختي .. الا قوليلي انتي متجوزة ولا مخطوبة!!
همست حياة ضامة شفتيها الوردية لا دي ولا دي كنت مخطوبة بس محصلش نصيب
قطعت كلماتها عندما قفز القط في حجرها فجأة لترفع راحة يدها بشكل عفوي وتمسد علي رأسه برفق اعجب القط وشكرته سرا لأنه جعلها تتجنب التمادي في ذكر هذا الموضوع.
قالت مروة المتابعة للموقف من البداية شكلك انتي و ميجو بقيتو صحاب بسرعة!!
تمتمت حياة بينما كانت عيناها مثبتتين على القط وتداعبه بيدها اسمه ميجو!!
أكدت مروة ما قالته بشرح موجز ايوه بدر مسميه كدا مراته ماتحبش القطط ابدا فسابو هنا .. اوقات لما بيروح بيته التاني بيسيبو مع ماما فوق بيسليها بس المرة دي شكله نسي يطلعه
توقفت حياة عن اللعب مع القط وهي ترفع وجهها حتى التقت بوجه مروة متسائلة بإندهاش متصنع بيته !! هو مش دا بيته ولا عنده بيت تاني!
أردفت مروة تجيب على سؤال حياة بتفسير اه دا بيته طبعا .. بس انا قصدي بيته اللي هو ومراته قعدين فيه .. الشقة دي بتاعت مامته و باباه الله يرحم...هم
قاطعت مروة حديثها واتسعت عيناها پصدمة عندما سمعت رنين الهاتف الذي كانت تمسكه في يدها ودون الحاجة إلى النظر إليه قالت على عجل تزامنا مع قيامها من الكرسي يا خبر بنتنجاني الكلام خدنا و بهاء وصل تحت وبيرن عليا لازم انزلو .. بس اعملي حسابك لينا قعدات كتير مع بعضينا الايام الجاية اتفقنا
هزت حياة رأسها مؤيدة قائلة بنبرة رقيقة بعد أن وقفت هي أيضا وتحركت معها نحو باب المنزل ماشي تسلمي يا مروة وخدي بالك علي نفسك
ودعتها مروة وهي تقبل خديها بخفة وقالت بابتسامة لطيفة وانتي كمان يا جميل .. باي باي
ردت حياة بابتسامة مماثلة وانتظرت حتى نزلت الدرج ثم أغلقت الباب مجددا باي
مروة كمال منصور
29 عام
متزوجة ولديها طفل عمره ست سنوات
تتميز بخفة الروح وحيوية ومبهجة وصديقة ممتعة وامرأة نشطة تستطيع الدخول في القلوب بحركاتها الشخصية واهتماماتها الجذابة ولباقتها اللطيفة لكنها فضولية وتحب الحديث وتعتبره وسيلة لمعرفة الكثير من المعلومات متواضعة جدا لديها ذوق راقي في اختيار الأزياء والإطلالات الفريدة لديها وجه مرح وشعر بني طويل ممزوج بلون أشقر صناعي يتدفق على كتفيها العاجيين وعيون بنية واسعة وابتسامة حلوة تزين شفتيها الناعمتين.
حدقت حياة في غرفة نومه بعد أن ضغطت على زر الإضاءة حيث لم تجد سريرا في أي غرفة أخرى.
قادتها ساقاها نحو منتصف الغرفة وهي تمشي حافية القدمين كالمعتاد ثم استدارت ببؤبؤ عينيها حول الغرفة الأنيقة حيث يوجد السرير الوثير الذي يتسع لأكثر من شخصين وإلى يمين الغرفة توجد طاولة عليها قوارير عطور وبعض الأشياء الأخرى وعلى اليسار خزانة كبيرة خاصة بالملابس.
اقتربت حياة من الطاولة وحدقت في انعكاس صورتها في المرأة ثم رفعت يديها ولفت خصلات شعرها الكثيفة للخلف ولفتها للأعلي بمشبك شعر بلاستيكي ثم أمسكت بقارورة عطر غريبة الشكل كانت واقفة بشكل منظم وقربتها بفضول من أنفها.
أغمضت عينيها حيث راقت لها الرائحة المنبعثة من فوهتها والتي بدت وكأنها من النوع الفاخر والغالي.
غابت عما حولها بتلك الرائحة الرائعة التي أخذتها إلى عالم آخر مليء بالألوان الزاهية لكنها عادت إلى وعيها پصدمة على صوت اصطدام قوي.
دون قصد انزلقت القارورة من يدها على الأرض محطمة إلى شظايا زجاجية صغيرة متناثرة بفوضى ورائحة العطر الفواحة ملأت جميع أنحاء الغرفة.
سقطت حياة على قدميها بجانب شظايا الزجاج المتناثر وقلبها يخفق بقوة وخوف مما فعلته ومن شدة توترها جرحت إصبعها من قطعة مکسورة أمسكتها بعجلة ثم سالت منه قطرات من الډم.
شهقت بهلع وهي تصفع بيدها الأخرى على خدها وملامحها تبدو على وشك البكاء يا خبر حبري و مهبب البرفان ادشدش اعمل ايه انا دلوقتي!!
تجعدت جبهتها من الألم وهي تحدق في إصبعها ثم فكرت في تجاهل أمر الاهتمام به الآن وأردفت بخفوت محاولة
متابعة القراءة