رواية شبح حياتي الفصل من ٥ الي ٦ للكاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز

رواية شبح حياتي الفصل من ٥ الي ٦
للكاتبة نورهان محسن 
الفصل الخامس
أسوأ المتاهات التي من الممكن أن يمر بها المرء هي متاهة العقل أن يكون ساكن جدا من الخارج وبداخل عقله يركض في تلك المتاهة ليجد آخرها
ظهر بدر بجانبها من العدم وهو يسأل بهدوء مالك
همست بكلمات أشبه بالهذيان تحاول السيطرة على ارتعاش جسدها المړعوپ من الأفكار المتضاربة في رأسها ثم لفظت كلماتها الأخيرة وهي ترفع رأسها وتنظر إليه بعينين مملوءتين بالدموع هتجنن .. انت نفس الراجل اللي في الصورة .. نفس الملامح والوش و الطول و العرض .. يعني فعلا انت بدر زي ماقولت .. وانا الوحيدة اللي شيفاك معني كدا ايه!!
أشاح بدر بنظره بعيدا عنها قائلا بخفوت معنديش اجابة
ثارت أعصابها بسبب برودة كلماته فتوقفت عن المشي والتفتت إليه مسرعة حتى واجهته بكل جسدها تنظر في عينيه الداكنتين بينما قلبها ينبض بقوة غير مفسرة ولم تعط نفسها مجالا للتفكير متسائلة بإستنكار ايه هو دا اللي معندكش اجابة .. اومال مين هيجاوبني ها!!
صړخت پجنون مجددا مشيرة إلى نفسها بكلتا يديها اشمعنا انا بس اللي قادرة اشوفك وانا اصلا معرفكش
تطلع بدر حوله ولاحظ التحديق المستنكر للمارة في شارع على حياة التي فعليا كانت تتحدث إلى نفسها في شارع مليء بالناس ودمدم جازا على أسنانه وطي صوتك وامشي .. الناس بتتفرج عليكي!!
زفرت حياة پقهر وهي تخفض بصرها عن عينيه ثم تابعت طريقها قائلة بصوت يائس ما انا خلاص بقيت مچنونة و بكلم شبح راجل مېت!!
ڠضب بدر مما قلته وهمس من بين شفتيه طاحنا أسنانه بقوة من الغيظ فما يحدث له أصبح يفوق قدرته على التحمل أيضا بطلي تقولي الجملة دي
بدأ الحزن والإحباط يطغى عليها تماما وتطايرت الأسئلة والاستفسارات مثل طائر فوق رأسها ليزيد من ارتباكها الذي ظهر في نظراتها الضائعة وهي تقول بتشوش مش دا كان كلامك ليا الصبح .. مفيش تفسير غير كدا .. رغم ان دا اصلا مش منطقي برده!!
رفعت حياة وجهها إليه وامتلأت عسليتها بالدموع وقالت بصوت ضعيف متوسل ارجوك حاول ترجع بأي وسيلة للعالم اللي جيت منه .. وسيبني في حالي
ومضت عيناه ببريق حزين عندما استمع إلى كلماتها المترجية إليه أن يتركها وشأنها لكنه لا يفهم سبب حزنه !!
بل يفهم سبب هذا الحزن ولا يمكنه إنكاره بدونها سيضيع في هذا العالم وحيدا.
ابتلع بدر غصة ألم في حلقه بسبب العجز الذي شعر به لكنه أبى ان يظهر هذا الشعور محاولا السيطرة علي نبرة صوته أمامها وهتف باستنكار ارجع فين يا مجنونه!! انا مش هسيبك
قطبت حاجبيها بإستغراب عندما رأت امرأة تنظر إليها بشفقة حيث إنتبهت فقط الآن أنها تتحدث إلى شبح غير مرئي في وضح النهار فأخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة المعلقة على كتفها وقالت بحسرة انا بقيت مچنونة بجد الناس فعلا بتتفرج عليا .. فين تليفوني!!
وضعت حياة الهاتف على أذنها وهي تعدل الحقيبة مرة أخرى على كتفها متظاهرة بالحديث فيه.
لا يعرف بدر كيف وجد نفسه دون سابق إنذار يضحك من كل قلبه على فعلتها التي جعلته ينسى في لحظة كل الآلام العاصفة التي بداخله قائلا من بين قهقاته الرجولية بغمزة من عينيه لا ذكية
حدقت به حياة بإنشداه من ضحكته الجذابة فهذه كانت المرة الأولى التي ترى فيها أسنانه بشكل كامل ووجدت نفسها تضحك أيضا دون تفسير قالت بمزحة بائسة ابوس ايدك قولي اعمل ايه!! يا تعتقني لوجه الله وتبعد انا

تم نسخ الرابط