رواية شبح حياتي الفصل من ٥ الي ٦ للكاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز

وجهها كأنه أمام لوحة جميلة يجب التأمل فيها بتركيز ويدرسها بأقصى درجات الرصانة والهدوء دون تعب أو ملل بينما لسان حاله يردد لقد تجلت لي الحياة في هذا الوجه.
أحب إطلالتها الرقيقة أثناء نومها محتضنة وسادته بين ذراعيها ورجليها بطريقة لطيفة للغاية وكأنها طفلة صغيرة رغم أن نومها كان متقلبا وحادا مثل شخصيتها.
اتسع بؤبؤ عينه مع بريق غامض عندما سقطت عيناه على خصلاتها البرتقالية الزاهية بشدة بسبب أشعة الشمس عليها حتى أصبحت ومضات من مشاهد خاطفة لذلك الشعر المتموج في تمرد يمر مثل شريط فيلم أمامه.
كان مستغرقا في أفكاره غير منتبها إلى التي استيقظت تفرك عينيها بشدة وتتثاءب بصوت عالي حتى صړخت في استغراب عندما رأته واقفا أمام السرير انت بتعمل ايه هنا!
تفوه بدر بلا وعي ايه!!
نظرت حياة إليه وعيناها منتفختان من النعاس وشعرها فوضوي وفي حالة يرثى لها كما لو كانت قد خرجت للتو من معركة حربية.
قالت بابتسامة ساخرة و تحك رأسها بكلتا يديها بخفة لتجعله أشعث أكثر عمرك ماشوفت حد نايم قدامك قبل كدا .. انت عارف لولا اني متأكدة انك شبح .. ومش بتفكر بقلة ادب كنت شوفت مني وش احنا الاتنين هنتفاجأ بيه..
نظر إليها بدر بإنشداه من هجومها عليه ثم تمتم بتعجب ساخر ابلعي ريقك و خدي نفسك!
تجاهلته حياة ونظرت بعيون شبه مغلقة في الهاتف بعد أن أسندت جسدها على ظهر السرير ثم مرت برهة قبل أن تنتفض فجأة من نومها وتقول بفزع يا نهار مش فايت الساعة سبعة و نص!!!
عقد بدر حاجبيه بعدم فهم متسائلا بدهشة فيها ايه
قامت حياة من السرير واستدارت دون هدف محدد وأجابت بتذمر اتأخرت علي الشغل .. حرام عليك ماصحتنيش ليه!!
رفع حاجبيه بدهشة لأنه علم لأول مرة أنها تعمل قائلا بصوت مذهول شغل ايه..
أضاف بضحكة ساخرة وعيناه تتبعانها متجهة نحو زاوية من الغرفة ولحقتي تنسي تهديدك ليا لو حاولت اصحيكي يا مروشة انتي
عادت له حياة وهي تحمل إحدى حقائبها التي بدت ثقيلة عليها وألقتها على السرير الفوضوي بسبب نومها المتقلب.
صړخت حياة بسخط مشيرة إليه بإصبعها السبابة وهي تبحث عن حذائها الرياضي اهو دا اللي باخدو منك تريقة و المرة الوحيدة اللي المفروض تصحيني فيها ماعملتهاش
لم تحصل منه على إجابة لتستغرب وتلتفت إليه فرأته يسير وراءها بفضول.
توقفت حياة وحدقت به پغضب وهدرت بنفاذ صبر ممكن تبطل تتحرك ورايا كدا .. خليني اشوف هلبس ايه!!
أدارت حياة ظهرها إليه وانحنت لتفتح حقيبتها ثم أخرجت الملابس منها بلا مبالاة حتى ملأت السرير بالكامل بملابسها ونظرت إليها بحيرة وهي تحاول اختيار شيء مناسب لتلك المقابلة بينما تراقبها عيناه بتمعن وهو منتصبا بشموخ ويداه داخل جيب بنطاله.
سحبت حياة الملابس التي اختارتها ثم استدارت إلى باب الغرفة لتذهب إلى الحمام الخارجي وتغير ملابسها فيه وهي تهمهم بإستياء صحيح اللي عنده ډم احسن من اللي عنده عذبة!!
بعد عدة دقائق
عادت حياة بخطوات سريعة مرتدية جميع ملابسها والتي تتكون من بنطلون قماش ضيق بني فاتح وقميص شيفون أبيض ومعطف طويل بلا أكمام من قماش مفتوح من الأمام باللون البني بدرجة أغمق من البنطال.
وقفت أمام المرآة وأخذت تشهق ممسكة بشعرها المجعد من أطراف أصابعها يووه نسيت خالص اغير لونه ودلوقتي متأخرة ودا بياخد وقت..!!
سأل بدر من ورائها عندما رآها تبحث في حقيبتها عن شيء ما ثم أخرجت قبعة قطنية عالية بنهاية عريضة وأنيقة من اللون الأبيض لتغطي شعرها تحتها ليه عايزة تعملي كدا!
وقفت حياة تقوم بتعديل خصلاتها المتمردة خلف الطاقية وردت بعفوية دون أن تدرك ما تقوله لأنها كانت منشغلة بما كانت تفعله عشان مديش لحد فرصة يتريق و يتنمر عليا
أنهت حياة جملتها بينما بدر عيناه تلمعان بوميض غريب.
يتبع

تم نسخ الرابط