رواية شبح حياتي الفصل من ٧ الي ٨ للكاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز

ورفعت يدها الأخرى على جبينها وهي تئن بصوت ضعيف عندما هاجمها شعور بدوار قوي علي حين غرة.
حاولت جاهدة المقاومة لكنها لم تستطع تحمل ذلك فلم يستغرق الأمر بضع ثوان حتى فقدت وعيها بالكامل بعد أن سمعت صوت نداء وصل إلى أذنيها من بعيد.
تركض بنشاط في المجمع السكني الذي تعيش فيه كالمعتاد يوميا قبل الذهاب إلى العمل للحفاظ على وزنها المثالي مرتدية بدلة رياضية بيج مع خطوط متباينة الألوان واسعة حيث كانت السترة مصممة بفتحة أمامية بسحاب وكان البنطال من نفس الألوان ذو خصر مرن وفيه جيبان كبيران في الأمام وجيبان صغيران في الخلف يتناسبان مع جسدها ويبرز جمال قوامها الرشيق.
وصلت إلى منزلها ثم دخلت بخطوات خفيفة كالفراشة تتساقط بعض قطرات العرق من جبينها التى بدأت تجففها بمنشفة صغيرة أحضرتها الخادمة عندما قابلتها عند الباب.
تفاجأت عندما وجدته في غرفة الجلوس الفخمة جالسا بشكل مريح على الأريكة باسطا يديه على ذراعي الأريكة وفارجا رجليه باتساع فتساءلت بدهشة كريم!! انت بتعمل ايه هنا!!
حدق كريم بسخرية في ملامح وجهها المصډومة من رؤيته وأجاب بابتسامة مستفزة هكون بعمل ايه!! قاعد مستنيكي يا اميرة هانم
شعرت أميرة بتصلب في جسدها من نبرة صوته التي جعلتها ترتبك رغم إرادتها لكنها حاولت التظاهر باللامبالاة وتحدثت باستفسار اشمعنا .. وليه بدري اوي كدا.. 
أردفت بقلق وخطت نحوه خطوتين بعيون واسعة بترقب في جديد حصل!!
أدار كريم عينيه بغيظ من قلة اهتمامها لأمره وكل ما يجول في خاطرها فقط الاطمئنان على نفسها ثم ابتسم بتهكم على أنانيتها التي لن تتغير قائلا ببرود قولتيلي هشوفك في النادي واختفيتي وماردتيش عليا من ساعتها .. قولت اجي اشوفك انا
تنهدت أميرة بارتياح ثم قالت بكذبة بدت في حركة عينيها الزائغة في كل مكان ما عدا عينيه الحادتين عادي انشغلت شوية وماقدرتش اروح النادي مع ماما
أنهت جملتها تزامنا مع وقوف كريم بإستقامة أمامها بكل أناقته متألقا في قميصه الزيتوني تاركا أزراره الأولى مفتوحة وبنطاله الأسود الذي وضع كفيه في جيوبه واقترب منها بينما يتمتم هحاول اقتنع
زفرت أميرة الهواء بإستياء ثم اشاحت نظرها المشتت عنه وقالت بنزق كريم .. لو في مفيد قوله ولا انت جاي تكركب معدتي علي الصبح وخلاص!!
لم يعجبه هروب عينيها منه دائرا وجهها بأبهامه واضعا أياه تحت ذقنها حينها التقت عيناها الجميلتان مباشرة في عينيه الثاقبة لسبر أغوارها بضع ثوان قبل أن تنخفض عيناه إلى شفتيها الشهية و لمعت فيهم شعلة الرغبة وانحنى قليلا في اتجاهها تلقائيا يتحسسهم بطرف ابهامه شاعرا بنعومتهم المهلكة لأعصابه وتساءل في همس مثير مالك بقيتي عصبية اوي كدا
ابتلعت أميرة لعابها بتوتر وهي ترفع يدها وتبعد يده عن وجهها ثم استدارت خلفها بحذر وهي تقول بتذمر يوووه تعالي نتكلم في مكتب بدر
أنهت كلامها تزامنا مع تحرك قدميها إلى اليسار بينما كريم يمسح وجهه بضيق ثم مشى خلفها بخطوات واسعة.
انتظرت أميرة حتي ولج إلى المكتب وأغلقت الباب خلفه قبل أن يستدير نحوها صائحا بتساؤل دون وعي منه انتي لسه مضايقة من اللي حصل بينا!!
تجهمت ملامح وجهها الجميل وصرت علي أسنانها ڠضبا ثم همست بتحذير لو سمحت وطي صوتك ماما في البيت .. والاحسن اننا مانفتحش الموضوع دا خالص و ننساه
تبدلت تعابير وجه كريم إلى صرامة بعد أن كان ينظر إليها بتساؤل وتحدث بلهجة هادئة ولكنها لا تخلو من بعض الحدة ننساه ليه انا قولتلك اني عايز اتجوزك .. واللي عملته دا
كنت بعبرلك بيه عن حبي اللي لو كنتي حسيتي بيه من الاول ماكناش وصلنا للي عملنا دا!!
حملقت فيه أميرة پصدمة لبضع ثوان حتى استطاعت استيعاب ما قاله ثم تمتمت بحدة ناعمة انت اتهبلت يا كريم جواز ايه انا لسه علي ذمة بدر .. واللي انت عملته دا انا مش هسامحك عليه انا بنت خالتك وبس فاهم كلامي
رفع كريم حاجب بعدم تصديق مما تفوهت به أمامه ثم سأل باستنكار والله ايه البراءة اللي بتكلمي بيها دي كأنك ماشتركيش في اللي عملنا سوا في بدر جوزك!!
تساءل بسخرية لاذعة يشوبها حزن مصطنع في نهاية جملته قبل أن يتحرك نحوها قاطعا الخطوتين التي تفصل بينهما وقبض على عضدها پعنف ساحبا أياها تجاهه حتى اصطدمت أجسادهم ببعضها البعض مردفا بهمس خطېر كفحيح الأفاعي في أذنها هي كلمة تحفظيها زي اسمك .. انتي بتعتي يا اميرة و خلاص بدر ماټ .. واول ماهتظهر جثته ونتأكد ان مفيش خطړ علينا هنتجوز
تجمدت أوصالها للحظات دون أي رد فعل منها وتخدر ذراعها في أسر قبضته ثم سرعان ما انتبهت لما قاله وأنه قريبا جدا منها فدفعته بيدها وابتعدت عنه مسافة لا بأس بها قائلة پغضب اوعي ايدك .. بلاش جنانك دا اللي هيودينا في داهية يا كريم!!
تنهد كريم بعمق وأغلق عينيه بقوة لبعض الوقت حتى يتمكن من السيطرة على نفسه المبعثرة من قربها المهلك من جسده ومشاعره.
فتح عينيه ببطء ثم تصنع الامبالاة متسائلا وعيناه تراقب بابتسامة ما آلت اليه تعبيرات وجهها المتورد من التوتر والڠضب ماشي عملتي ايه مع البت اللي قاعدة في شقة بدر!!
كريم فخري الجمال
32 عام
طبيب جراح في إحدي المستشفيات
أعزب
يبحث عن كيف يكون ثريا حتى لو تطلب الأمر قتل ضميره يشعر بالغيرة الشديدة ممن حوله ولا يمكنه الاستقرار في العلاقات الغرامية لأن ما يحبه اليوم يمل منه غدا والمرأة التي تستطيع أن ترضيه في عقله وقلبه معا متزوجة من رجل آخر متهور إلى أقصى الحدود ولا يغفر أو ينسى حقده إذا أخذت منه شيئا يريده أو إذا أساءت إليه.
جذاب وسيم للغاية ذو بشړة بيضاء وجسد رياضي وطويل وجه مستدير وخدود عريضتين وذقن مدببة مغطاة بلحية خفيفة ورقبة طويلة وجبهة عريضة وعيون حادة من العسل الفاتح وشعر بني فاتح ناعم.
يتبع

تم نسخ الرابط