رواية شبح حياتي الفصل من ٣ الي ٤ للكاتبة نورهان محسن

رواية شبح حياتي الفصل من ٣ الي ٤
للكاتبة نورهان محسن
الفصل الثالث
يبدو تائها عيناه نجمتان يداه سلال من الريحان صدره وسادة من القمر وشعره أرجوحة للريح والزهور يبدو تائها مسافرا لا يحسن السفر...!!
قامت حياة بإطفاء أضواء المطبخ قبل مغادرتها ولكن فجأة دوي صړخة فزع من حلقها بمجرد أن رأت رجلا طويلا يقف أمامها منتصبا ينظر إليها بابتسامة جانبية.
تزامنت مع انتفاضة قوية من جسدها إلى الوراء حيث انزلق كأس العصير من يدها بسبب ذعرها و أحدث صوتا عاليا عند ارتطامه بالأرض.
أغمضت عينيها بشهقة حين تناثرت بعض قطرات العصير الصفراء في الهواء ثم استقرت على ملابسها ووجهها.
فتحت حياة عينيها وهمست في ړعب بينما جحظت عيناها فزعا عندما تأكدت من أن ما كانت تراه أمامها حقيقي وليس مجرد وهم كما ظنت في البداية انت .. مين..!
تحرك نحوها خطوة واحدة محاولا الاقتراب منها بينما كانت عيناها مثبتتين عليه بمجرد أن تحرك نحوها بسرعة خرجت من حالة الصدمة التي أوقفت عقلها ثوان.
توقفت قدمي ذلك الرجل دون أي حركة أخرى فور أن رآها إنحنت على الأرض وأخذت الكأس المكسور في يديها المرتعشتين بوضوح ثم نصبت بقامتها القصيرة نسبيا بطوله الفارع ووجهته على الفور بټهديد مباشر تجاه من يقف أمامها.
نظر إليها بملامح مبهمة لم تستطع قراءتها لأن وجهه كان مثل صفحة بيضاء تماما لم يكتب عليها أي تعبير لكنه فجأة قام بعقد حاجبيه بغموض.
أطلقت حياة صړخة سريعة فجأة و قالت بنبرة ټهديد مليئة بالذعر بعد أن ابتلعت لعابها بړعب شديد بينما قلبها ينبض داخل ضلوعها بسرعة كبيرة نتيجة الخطړ الذي شعرت به في تلك اللحظة التي تواجهها لأول مرة في حياتها اثبت مكانك و اوعي تفكر تقرب مني والله ماهتردد ثانية و هموتك..
أردفت حياة بإستنتاج سريع أكثر منه بسؤال وعيناها تراقبان حركة يديه وقدميه الثابتين بتمعن اكيد انت حرامي .. استغليت غياب صاحب الشقة وجيت تسرقها مش كدا!!
واصلت بنبرة صوت متلعثمة مشوبة بالإنفعال بعد أن سيطر عليها الهلع التام من صمته المريب مااا.. ما ترد عليا يا صنم .. انت دخلت هنا ازاي!!
زم شفتيه في خط مستقيم وأغمض عينيه مع عقده حاجبيه بانزعاج من صړاخها بصوت عال في وجهه ثم بدأ يقترب منها بخطوات هادئة ومتوازنة.
ارتسمت على محياه الجدية وقال بغموض ممزوج بالثقة جعل الخۏف يتغلغل أكثر في قلب حياة نزلي اللي في ايدك دا
تراجعت حياة عدة خطوات إلى الوراء حتى أصبحت المسافة بينهما كبيرة إلى حد ما و صاحت پهستيريا ورفض لاااا .. بقولك اثبت مكانك .. انت مابتفهمش!!
امتثل الآخر لأمرها ووقف دون أن يرد على مضض لا يعرف ماذا يقول ويبدو عليه عدم الفهم من يجب أن ېخاف من الآخر فهذه المچنونة هي التي تهدده بسلاح وليس هو.
كما أنه ليس لديه إجابة على أسئلتها الكثيرة بينما كانت تخطو ببطء إلى الوراء بحذر شديد تريد إستغلال وضعه الشارد أمامها وقلبها يرتجف بړعب لكن ما يطمئنها قليلا أنها ما زالت تمسك الكأس المكسور في يديها بټهديد ودفاعا عن النفس حتى لا يقترب منها.
ظلت حياة تحسب الأمر في ذهنها إذا حاولت الركض نحو باب الشقة البعيد عن موقعها الحالي فسوف يمسك بها بسهولة بسبب طول ساقيه.
إذن ليس هناك إلا مهرب واحد فقط حتى لو كان مؤقتا.
لم تفكر كثيرا في الأمر حيث استدارت بسرعة وركضت نحو المطبخ خلفها مباشرة وأغلقت الباب جيدا بالمزلاج لأنها لم تجد مفتاحا فيه.
أمالت رأسها